أوصى أطباء ألمان المصابين بالسكتة الدماغية وإصابات في الرأس أثرت على مدى الرؤية لديهم، باستخدام علاج جديد ثوري، يمكن توافره في كل بيت، وهو جهاز الكمبيوتر الشخصي.
وقالت المريضة نينا جوستكه "شعرت كما لو أنني حصان وضعت له غمامتان (حدا من منظور الرؤية)"، وهي تتذكر اليوم الذي استيقظت فيه عام 1999 في المستشفى بعد إصابتها في حادث طريق. وقالت "إلى اليسار وإلى اليمين لم يكن هناك شيء سوى الظلام".
فقد أدت إصابات المخ التي لحقت بها إلى أن أصبح مجال رؤيتها ضيقا جدا، كما لو كانت تنظر في نفق.
وقد ساعد علاج الكمبيوتر جوستكه "25 عاما" على تحسين مجالها البصري كثيرا. وجوستكه واحدة من بين 520 من المرضى الذين التحقوا ببرنامج تدريبي باستخدام الكمبيوتر تم تطويره بجامعة ماجديبورج بشرق ألمانيا.
يقول بيرنارد زابيل أستاذ الاعصاب بالجامعة "في ألمانيا وحدها يعاني 450 ألف شخص من الاصابة بضربات دماغية أو إصابات دماغية أخرى خطيرة". ويضيف قائلا "ما بين 20 إلى 30 بالمائة يصابون بمشكلات تتعلق بالابصار وكثيرا ما يكون ذلك في صورة فقد في المجال البصري".
وفي الماضي كان ينظر للحالة على أنها غير قابلة للعلاج، إلا أن التدريب على استعادة الرؤية الذي طوره زابيل مع رفاقه الباحثين بجامعة أوتو فون جيريكه قد يمثل حلا.
وتتمثل الفكرة في إعادة تفعيل القدرة البصرية في المخ. فالمرضى يتطلعون إلى شاشة الكمبيوتر من مسافة قريبة على أن يظل الوجه مستقرا من خلال دعامة يستند إليها، بينما تعرض عليهم صور وأضواء ملونة.
وقبل عامين بدأ العلماء شركة نوفافيجن تسينتروم لبيع العلاج مباشرة للمرضى.
وقال سيجريد كينكل العالم النفساني مفسرا "إننا نبدأ بقياس مدى الفقد في المجال البصري".
ويوصف بعد ذلك لكل مريض برنامج تدريبي فردي بمعدل مرتين يوميا على جهاز الكمبيوتر الشخصي لمدة ستة أشهر. ويتعين على "التلميذ" الذي يتعلم من جديد مجال الرؤية أن يتجاوب بالضغط على مفاتيح مقابل محفزات مختلفة على شاشة الكمبيوتر.
ويسجل الكمبيوتر مدى أداء المريض وترسل التقارير عن طريق البريد الالكتروني إلى ماجديبورج للمتابعة.
ويقوم الخبراء في ماجديبورج بتحديث البرنامج التدريبي طبقا للتقدم الذي يحرزه المريض، وقد تم علاج مرضى في أماكن بعيدة مثل الولايات المتحدة وكندا دون الحاجة لزيارة ألمانيا، وهو نموذج لما يطلق عليه اسم طب العلاج عن بعد.
وشارك في البرنامج مرضى تراوحت أعمارهم بين 18 و80 عاما، وكانت معدلات النجاح مشجعة.
ويقول زابيل "شعر ثلث المرضى بالابتهاج بسبب البرنامج. وشهد ثلث آخر تحسنا كبيرا في مجال الرؤية، بينما لم يحقق الثلث الاخير أي تحسن". ويضيف أنه بالنسبة لمن تم مساعدتهم، فقد حسن البرنامج من نوعية الحياة التي يحيونها.
وتقول جوستكه "لم أعد أصطدم بالاشخاص الذين لم أرهم وهم يقتربون، كما لم أعد اصطدم بأعمدة الانارة الجانبية في الشوارع. بل وأصبح بمقدوري أن أركب دراجة مرة أخرى".
وتقدر تكاليف برنامج العلاج بـ 2215 يورو ولا تغطيه حاليا خطط التأمين الصحي الالمانية، إلا أن البرنامج قد يتم اعتماده بعد خطة التجريب المبدئي بمائة مريض والتي تستغرق مدته عاما وقد بدأت لتوها
